الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع

الندم
The Way Of A Tyrant

الكاتبة : آن هامبسون
------------------------
الملخص
******
احيانا يرفض المرء شيئا يريده في قرارة نفسه، وجين عندما طلب سكوت الزواج منها رفضت. معتبره لطفه وحنانه نوعا من ضعف الشخصية والقدرة على السيطرة.وقالت انها تريد رجلا قويا ينفذ لها جميع رغباتها…… تركها سكوت واستسلم لأحزانه ومرارته قائلا لنفسه كل شيء قسمة ونصيب وفقدت جين الأمل. وبعد مرور اربع سنوات التقته وذاقت طعم قسوته وعجرفته وغروره. حاول الانتقام لكرامته الجريحة وعندما قبلت العمل كسكرتيرة له عذبها وقهرها. ولم يرحم قلبها من الشك والغيرة جين لم تنم الليل بسبب الندم الذي احرق ايامها.. شقيقها تواطأ معها في خدعة هدفها الحصول على وظيفة لكن سكوت كشف لعبة الخداع وكان غضبه نارا أكلت الاخضر واليابس وهددت جين بالويل. فهل تعترف جين لسكوت بالسر… هل تعترف له بحبها وندمها لأنها رفضت الزواج به ام تهرب مع شقيقها من جزيرة باربادوس؟
-----------------------------
الفصل الأول : رجل من الشمع
-----------------------------
عبست جين كوتس وظلت صامتة مدة طويلة قبل ان ترد على سؤال أخيها قائلة : « لا استطيع يا ليس ، قلت لك هذا من قبل ، أود مساعدتك ولكنني لا استطيع التورط الى هذا الحد . » كانت تجلس أمامه حول مائدة الافطار ، وعينيها على الرسالة التي التقطها منذ لحظات من الأرض في الردهة ، وقال ليس : « لا توجد أيه ورطة ، الواقع أن الأمر بسيط جدا في رائي ، فليس لنا أبوان نفكر فيهما ، ونستطيع ترك منزلنا لعميل يؤجره لحسابنا ، فلا نبيعه في هذه المرحلة حتى نقرر اذا كنا نستطيع الاستقرار هناك. » « لا أفكر في هذا ... ولكنها مسألة الخداع يا ليس وأنا لا أتقنه كما تعرف .» ومضى ليس يشرح وجهة نظره قائلا :
« من الذي سيعرف أننا لسنا زوجا وزوجة ؟ ان هذا الفندق الذي عرض علي أن أكون مديره ، ليس إلا واحدا من سلسلة فنادق فخمة في جزر الهند الغربية . ومتأكد أن أحدا لن يأتي ويتحرى عن حياتي الخاصة هناك . » « هل أنت متأكد من أنك انهيت علاقتك مع كارولين ؟ أقصد ألا تغريها الحياة في الباربادوس ؟ » « كان واضحا أنها لم تكن جادة إطلاقا ،عندما قدمت طلبا لشغل الوظيفة كنت واثقا أن في وسعي تنفيذ الشرط وهو أن أكون متزوجا ، وأصبت بصدمة كبيرة عندما رفضتني كارولين .» وعند هذه النقطة تدفقت الذكريات أمام عيني جين وفكرت : كان سكوت كنغزلي هو الآخر أصيب بصدمة كبيرة منذ اربع سنوات عندما رفضت عرضه للزواج ، مشكلة الرجال انهم يفترضون أن الفتيات لا تفكرن إلا في الزواج ! ربما كن كذلك في وقت من الاوقات ، ولكنهن لم تعدن تحلمن بالزواج فقط الآن ، منذ أن حصلت حواء على استقلالها ... وبالنسبه الى سكوت كان لديها سبب وجيه جدا لرفضه . وابتسمت جين مرة أخرى عندما تذكرت كيف أخبرته بكل صراحة أنه ليس من الطراز الذي تحبه ، وأنه لا يتسم بشخصية قوية ، بل هو لطيف أكثر مما يجب ، وهي ليست بحاجة الى رجل تستطيع لويه حول أصبعها ! وتوقفت ذكريات جين عندما بدأ أخوها يتكلم ثانية محاولا اقناعها ، فأخبرها أنه لا يستطيع رفض الوظيفة ، لأنها فرصة العمر كله ، أما بالنسبة الى جين فهي تحب الشمس والبحر وتستطيع الاستمتاع بهما على جزية باربادوس المرجانية الجميلة . وتمتمت شاردة الذهن : « ووظيفتي ! »
« منذ عدة شهور وأنت تشكين من أنك لم تعودي سعيدة بعد وصول رئيسك الجديد ، وفي الاسبوع الماضي فقط قلت أنك ستبحثين عن وظيفة أخرى ! » وكان هذا صحيحا ، فقد كان السيد هورسفيلد مختلفا جدا عن رئيسها القديم السيد غرانت ، الذي وصل الى سن التقاعد ، والرئيس الجديد يقضي معظم وقته باحثا عن أخطاء سلفه وهؤلاء الذين عملوا معه . ووافقت جين أخيرا وقالت : « سوف أفكر في الأمر ، ولكن لا تمعن في التفاؤل ، انني أحب فكرة الحياة على الجزيرة ولكنني لا احب فكرة الخداع . » وهز ليس كتفيه وكرر أن أحدا لن يأتي ويتحرى عن حياته الخاصة وأضاف مؤكدا : « إن الجو رائع ... سوف تستمتعين بالشمس ، وهناك مطر يجعل النباتات خضراء يانعة ، وهناك أيضا الرياح الرطبة التي تهب طوال الوقت . » « كنت مشغولا هذه الأيام . » « طبعا ... منذ اللحظة التي قدمت فيها الطلب لشغل هذه الوظيفة . » « وماذا سيكون عملي بالضبط ؟ لن يقتصر بالطبع على مجرد التحدث مع الضيوف بلطف ، كما قلت لي في أول الأمر . » « هذا كل ما عليك أن تفعليه ، ليس عليك إلا السير في أنحاء الفندق وأن تبدي جميلة وهذا لن يكلفك شيئا .» عبست جين لمجاملته وقالت :
« من الغريب أن المسؤولين لم يطلبوا رؤية زوجتك !» « أخبرتهم أنني لم أتزوج بعد» « ان السيد سيندر هو الرجل الذي أجرى المقابلة معي في لندن كما تعرفين .» واخذ يراقب وجهها خشية أن تلوح علامة رفض ، ثم قال : « كتب إلي يقول إنه يريد رؤية زوجتي . » وهزت رأسها بطريقة آلية قائلة : « هذا المساء ؟ لا استطيع يا ليس ، أنا أسفة . » « هل أنتي خائفة ؟ لا أصدق ... إنك لم تظهري خوف طوال حياتك ! » واستمعت جين الى هذه العبارة بدون أن تبتسم . كانت هذه هي الحقيقة ، الواقع أنها رفضت الزواج من سكوت بسبب قوة شخصيتها . إنها لا تشعر بأي خوف ولم يكن لديها وقت لرجل يستجيب لكل نزواتها لمجرد أنه يخشى اغضابها ، لو أنه فرض وجوده ... لو أنه أظهر بعض التسلط ! لو أنه أثبت لها أنها لا تستطيع فعل كل ما تريده دائما ، لانتهت علاقتهما على نحو مختلف . وعندما أدركت أن ليس في انتظار ردها قالت مكررة : « لا أحب الخداع على الاطلاق . »
ولم يعلق فمضت تقول : « وما هو المطلوب مني هذا المساء ؟ أن أكون زوجتك أو خطيبتك ؟ » « ستظهرين كزوجتي هذا المساء . » عبست و قالت في لهجة إتهام : « هل كذبت وقلت أنك متزوج بالفعل ؟ » « بعد المقابلة اتصل بي السيد سيندر تليفونيا وسألني عن موعد زواجي . كان واضحا أنهم قبلوا تعييني في الوظيفة ، ولذلك حددت له موعدا وكان منذ اسبوع ! » وزاد عبوس جين ، ولكنها لم توجه كلمة لوم أو تأنيب لأخيها ، كانت أمنيته هي العمل في الخارج . وهذه هي الوظيفة الخامسة التي قدم طلبا لشغلها وقد أعطيت الوظائف الأربع الآخرى لرجال أكبر منه سنا ، والواقع أنه حصل على هذه الوظيفة بفضل توصية ديفيد شور الذي يدير مع زوجته سوزان فندق النخيل في باتشيبا على الشاطيء الشرقي للجزيرة . كانا قد أدخلا تحسينات كبيرة في الفندق وحظيا بتقدير شركة فنادق جزر الهند الغربية ، ولذلك كان لتوصية ديفيد أثر كبير عند السيد سيندر ، وهو الرجل المسؤول عن إجراء المقابلات مع طلاب الوظائف في لندن ، بل إن فشل ليس في الحصول على الوظيفة يمكن أن يصيب ديفيد وسوزان بإحباط مرير ، وكانت جين وأخوها صديقين لهما قبل أن يذهبا ويقيما في باربادوس منذ ثلاث سنوات . ونظر ليس الى الساعة وقال وهو ينهض واقفا : « سأذهب الآن ... لاتخذليني يا جين ... أرجوك ! » نظرت إليه وهو يستقل سيارته ، عادة يقيم في الفندق الذي يعمل فيه ، إنما هذه المرة أخذ إجازة لمدة إسبوع ، ومن الطبيعي أن يقضيها مع جين في المنزل الذي يمتلكانه ، وكانت هي نفسها في إجازة لمدة اسبوع أيضا ، ولكن الاجازة انتهت وعليها العودة الى العمل اليوم ، غسلت الصحون بسرعة ورتبت سريرها ، وارتدت معطفها وأخذت حقيبة يدها ، وهرعت لتأخذ الأوتوبيس ، وبينما كانت سائرة سمعت صوتا يناديها ، وعندما التفتت وجدت صديقتها دوريس تتوقف بسيارتها ، وركبت جين بجانبها وسألتها : « هل مازلت تعملين ؟ ظننت أنك تركت العمل عندما تزوجت . » « تركت العمل فعلا ، ولكننا لم نستطيع العيش على مرتب زوجي ، فعدت أعمل ثانية . » « من الصعب العيش على مرتب واحد ... وكيف حال زوجك ؟ » « بخير . على فكرة هل سيذهب ليس للعمل في باربادوس ؟ » « لم يتقرر شيء بعد يا دوريس . »
« هل تقصدين أنه لن يقبل الوظيفة ؟ » « لا أعرف يا دوريس .» « أعتقد أنك ستفتقدينه اذا سافر ، كان يتعين عليك أن تتزوجي عندما أتيحت لك الفرصة . » والتفتت إليها جين وسألتها : « كيف تعرفين إن فرصة الزواج أتيحت لي ؟ » « الواقع لم أكن متأكدة ، ولكن كان واضحا جدا أن هذا الرجل سكوت كنغزلي واقع في غرامك ، ولابد أنه عرض عليك الزواج ... ألس كذلك ؟ » وردت جين على سؤال رفيقتها بقولها : « لم يكن سكوت من الطراز الذي أحبه . » وأعقب هذا صمت قصير ، وبدت دوريس مترددة في أول الأمر ولكن فضولها تغلب عليها فقالت : « لقد أشيع أنه أصبح رجلا محطما عندما رفضته . »
« رجل محطم ؟ هراء ! لم أسمع إطلاقا بمثل هذا القول المضحك . » « لقد رحل إلى مكان ما ... ولم يره أحد منذ أن افترقتما . » وقالت جين بسرعة : « إن الفراق ليست كلمة مناسبة ، فلم نكن أنا وسكوت صديقين متلازمين . » « ولكنك خرجت معه يا جين ... وشوهدت معه كثيرا في سيارته . » « لقد تعشينا ورقصنا معا عدة مرات ، ولكنني لم أفكر فيه جديا أبدا . » « ولكن سكوت كان جادا ... على الأقل كل من كان يعرفه أحس بذلك . » وتنهدت جين وقد نفذ صبرها ، من الغريب أنها شعرت بالاستياء من الإشاعة التي وضعت سكوت في موضع العاشق المرفوض ، صحيح أنه لم يكن من الطراز الذي تحبه ، ولكن كان ساحرا رغم ذلك بقامته الطويلة وكتفيه العريضتين ، وملامحه الوسيمة وشعره البني وعينيه الزرقاوين العميقتين الصريحتين ، وقالت جين : « هذه هي محطتي . » ونزلت من السيارة ، فلم ترغب الاستمرار في حديث يثير ضيقها ، على أن الحديث ظل معها . ووجدت نفسها تفكر اكثر في الرجل الذي تمنى ان يتزوجها . كان بعض معارف جين سمعوا عن أبيه الذي يمتلك عدة متاجر لبيع الأحذية ، وقد أشيع أن سكوت اختلف مع أبيه بسبب رفضه العمل معه . وعندما لمح جين لأول مرة أسرت قلبه ، وأعقبت ذلك فترة قصيرة من الصداقة ، أدركت جين خلالها أن كل نزواتها يحققها لها الرجل الذي يبدو شخصا قويا من مظهره الجسماني وتصرفه النبيل ، والواقع أن جين دهشت لأنها تستطيع التصرف كما تريد وهي معه ، كما شعرت بخيبة أمل لسبب لم تستطيع معرفته ... كانت تحس بالفخر وهي في صحبته ، لا شك في ذلك ... لأنه يجذب اليه العيون لطول قامته ووجاهته ، ويوحي بالاتزان والثقة ويثير الإحترام أينما ذهب . وكان كل هذا يتناقض مع نعومته ولطفه مع جين ... وهو أشبه بقطعة من الشمع في يديها ، وكانت واثقة ان ضعفه سينفرها منه لو أنها تزوجته ، والواقع أنها منعت نفسها من الوقوع في غرامه بدافع حرصها الغريزي . وتذكرت ذلك اليوم الذي صحبته فيه في سيارته الى شاطيء البحر وبعد أن تريضا سيرا على الأقدام على الشاطيء الهاديء ثم جلسا تحت ظل شمسية ، طلبها للزواج ... إن جين لم تستطيع أن تنسى تعبير وجهه ... لم تنسى الدهشة وعدم التصديق عندما رفضته ! قال لها : « إنني أحبك يا جين ... وأقسم انك تبادلينني الشعور نفسه . » كان واضحا أنه لم تكن لديه خبرة بالنساء ، ولم يكن يروق لها الرجل عديم الخبرة ، اعتقدت أن الرجل يتعين عليه أن يعرف الكثير عن المرأه قبل أن يقرر الزواج ، وسألها : « هل ترفضينني حقا ؟ »
« نعم يا سكوت ، أنا أسفة . » ولأول مرة كاد يغضب ... كاد فقط فلم تكن لديه حتى القدرة على الغضب من قرارها ، وسألها : « لماذا ترفضينني يا جين ؟ على الأقل أخبريني لماذا ؟ » وقالت له الحقيقة ...أخبرته أنه ليس من الطراز الذي تحبه ، وعندما سألها في دهشة عن الطراز الذي تحبه وقعت في مأزق ! كيف تقول له انه لطيف ولين أكثر مما يجب ؟ كانت تأمره فيلبي أوامرها ... لقد تعمدت مرة أن ترفض الذهاب الى المكان الذي اقترح أن يتناولا فيه العشاء ، فقالت له بتعال : « أريد أن أذهب إلى مطعم غراند ! » « كما تريدين يا عزيزتي ! » إن استسلامه السريع جعلها تحتقره ، ومن الغريب أنه خيب أملها أيضا ، من أي نوع من الرجال هو حتى يسمح لنسه بالانسياق لرغباتها دائما ؟ وكيف ترضى بأن تتزوج سمكة هلامية بدون عمود فقري ؟ وفي النهاية اضطرت جين ؛ تحت الحاح سكوت ، أن تقول له بصراحة انه يفتقر الى قوة الشخصية التي تحتاج اليها لسعادتها ، ودهش وسألها : « كنت أعتقد دائما أن المرأة تريد الرقة واللطف في زوجها . » « نعم... نعم ، ولكنها تريد أيضا أن يرغمها على النظر اليه ... يجب أن يتسم بشيء ... من .. من السيادة. » هز سكوت كتفيه وقال :
« هذا شيء مؤلم لكل منا ، فلنترك هذا الموضوع .. كنت سعيدا بمعرفتك ، ولكن هذه هي النهاية ، شكرا » وتوقف لحظة .. وشعرت بغريزتها أنه كان يسأل نفسه .. لماذا أفشل ؟ ثم قال : « الواقع انك قلت انني ضعيف ، كما لمحت أيضا الى انه ليس لدي خبرة بالنساء . » وردت وهي تشعر بالحرج والذنب لأنها أهانته إهانة بالغة : « أرجوك يا سكوت ... دعنا نترك هذا الموضوع . » ونظر اليها ... رأت الوجوم في عينيه ، الوجوم الذي يدل على ألم يمس القلب . يبدو في نظرها أصغر من سنه ، لو كانت هي نفسها في السابعة عشرة من عمرها لاختلف الأمر ، ولكنها في العشرين ، واثقة من نفسها ، تعرف تماما ما تريده في الرجل الذي تقبله زوجا .
وعندما وصلت جين الى مكتبها إنشغلت بإمور أخرى ، واختفت صورة سكوت من ذهنها ، ولكنها عادت ثانية وقت الغداء وبدون سبب واضح . ووجدت نفسها تتساءل : ترى ماذا حدث له ؟ توفى والده وأشيع أن سكوت باع متاجر الأحذية وذهب يبحث عن شيء آخر يستثمر فيه أمواله ، ثم اختفى ، ولم تسمع جين شيئا عنه طوال أربع سنوات ، ومن الغريب أن وجهه ظل واضحا في ذاكرتها تستوعبه كلما أرادت !!! في ذلك الوقت كان ليس يعمل في اسكوتلندا مديرا لفندق في أدنبرة ، ولم يكن سكوت قد رآه ، كذلك جين لم تتعرف على والد سكوت أو أخته التي تكبره بعشر سنوات ، المتزوجة من رجل امريكي ، أقامت معه في ديترويت . وتصورت جين أن سكوت قد تزوج ، فهو وسيم يمكن أن يجذب عددا كبيرا من النساء ، كما أنه يريد الزواج ، انه طلب يد جين بعد خمسة أسابيع فقط من لقائهما لأول مرة

تحميل الرواية مكتوبة

تحميل الرواية مصورة

الذهاب إلى الصفحة الرئيسية للموقع